كيف يرى الكفيف الألوان؟
يتبادر إلى أذهاننا عادة بعض التساؤلات:
هل الكفيف يدرك أهمية الألوان؟
هل يراها ويدركها بخياله؟
هل تضيف له شيئًا؟
دعونا نفرق هنا بين الأشخاص الذين وُلدوا مكفوفين والأشخاص الذين أصيبوا بإعاقة بصرية بسبب حادثة أو مرض، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين النوعين. الشخص الذي فقد بصره نتيجة حادثة أو مرض لديه صورة ذهنية عن اللون. اللون مسجل في خياله، فعندما نقول اللون الأزرق، هو لا يعرف فقط أن لون البحر أزرق أو أن السماء لونها أزرق، ولكنه يفهم أيضًا ماذا يعني اللون الأزرق وكيف يمكن أن يضيف تفاؤلًا أو تشاؤمًا، وما هو معنى اللون؟ وكيف أن بعض الألوان تشعره بالسعادة وبعضها يمثل علامة حزن.
ولكن الحقيقة أن الشخص الذي وُلد بإعاقة بصرية، اللون بالنسبة له هو معلومة يعرفها منذ صغره، مثلاً أن السماء لونها أزرق، والشجر لونه أخضر، والبحر لونه أزرق بدرجات مختلفة، ولكن عندما تسأله ما هو اللون الأزرق؟ لا يعرف سوى أنه لون البحر أو لون تلك الأشياء. وعندما تقول له إن هذا المكان كئيب لأن لونه أسود، فإن هذه معلومة لا تهمه. وعندما تقول له إن هذا الشيء جميل ورائع ولونه أبيض، فإن ذلك لا يضيف بهجة وسرورًا، لأن اللون بالنسبة له مجرد معلومة لا تؤثر على نفسيته.
ولكنه ممكن أن يتعرف على البيئة أو المكان الذي هو فيه ويندمج معه أكثر من الألوان، مثل رائحة الأشجار، ملمسها، الشمس، إحساسه بالهواء، أو المطر الذي ينزل عليه. فسماع صوت البحر أحب إليه من مقهى أو مطعم.
ولا شك أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الأشخاص الذين لديهم إعاقة بصرية على رؤية الألوان. هناك جهاز يسمى “كاشف الألوان”، وهو عبارة عن وحدة توضع على الملابس أو أي شيء آخر لمعرفة لونه، وتساعدنا على اكتشاف الألوان. الألوان مهمة جدًا بالنسبة للكفيف لأنها تجعله يعيش في مجتمع يجب أن يُرى بالصورة اللائقة.
كانت هذه فكرة سريعة عن الألوان ومعناها للأشخاص الذين لديهم إعاقة بصرية، سواء الذين وُلدوا مكفوفين أو الذين أصيبوا بإعاقة بسبب مرض أو حادثة.
إذا كنت مهتماً بدورة أساسيات طريقة برايل سجل في قائمة المهتمين مع مركز صناعة القائد للتدريب عبر الرابط التالي: