كيف أعرف نمط تعلم طفلي؟
من المواضيع المهمة التي يغفل عنها الأباء عند تعليم الطفل في المنزل هو نمط تعلم الأطفال وملاءمة هذا النمط مع فلسفة التعليم
والمنهج المستخدم.
ماذا نقصد بنمط التعلم؟
هو طريقة التلقي عند الأطفال. إذا توافقت طريقة التلقي والتعلم عند الطفل مع نمط التعلم فإن التعليم عند هذا الطفل يحصل بسلالة وشغف، بالإضافة أنه يتم تخزين المعلومة التي يتلقاها الطفل لفترة زمنية طويلة جداً. حينها فقط يحدث التعليم الحقيقي طويل المدى!
للأسف الشديد هذه المفاهيم كانت غائبة على معظمنا – خصوصاً إذا لم نكن متخصصين في علم النفس التربوي. وبسبب غياب هذه المفاهيم ندخل في دوامة لا نهاية لها من الصدمات والصراعات مع الأطفال والتعليم وأحياناً مع المدارس والمدرسين.
النظام التعليمي التقليدي يقدم المعلومة بطريقة موحدة ولا يأخذ في الاعتبار تباين أنماط التعلم عند الأطفال، فمن تتوافق أنماط التعلم عندهم مع هذه الطريقة الموحدة، يلقبون بأنهم “طلبة مجتهدون” و “متفوقون” و “ممتازون” و “من الأوائل”، أما إن لم تتوافق أنماط التعلم عندهم يلقبون بـ ” طلبة عاديين” أو الأسوء “طلبة مهملين” أو “مزعجين”
وفي الغالب عندما تكون هناك مشكلة في التعليم المنزلي عند الأطفال، فإن 70% من الحالات تكون بسبب عدم اتباع نمط الطفل
أنماط التعلم الثلاثة الرئيسية
يمر الأطفال بفترات عمرية مختلفة تتطور فيها مهارتهم وتتشعب فيها أنماط تعلمهم
ولا يستمرون 100 % تحت نمط تعلم معين. معظم الأطفال يكون لديهم نمط مهيمن، ونمط آخر أو أكثر تابع له.
في هذه المقالة سنركز على الأنماط الثلاثة الرئيسية وهي
نمط التعلم البصري،
ونمط التعلم السمعي،
ونمط التعلم الحسي أو الحركي.
نمط التعلم البصري:
كما يوحي المصطلح، فالمتعلم البصري يفضل أن يرى كل ما يتعلمه بعينيه حتى يتمكن من تخزين المعلومات لديه. يكون عادةً منجذبا إلى الفنون والرسم، يحب أن يركز ويقرأ في الصور. يفضل أن يكون أمامه شرح تصويري أو رسم بياني ليساعده على استيعاب المفاهيم.
المتعلم البصري عادةً تكون له ذاكرة قوية ويتذكر وجوه الأشخاص أكثر من أسمائهم، ويتذكر الطرقات والأماكن بعد زيارتها مرة واحدة فقط.
صفات المتعلم البصري:
📍 يحتاج إلى أن يمسك بيده ورقة وقلم في كل مناسبة.
📍 يتذكر الكثير من التفاصيل البصرية.
📍 يُفضل أن يرى عينات أو أمثلة قبل البدء في أي مشروع أو نشاط.
📍 منجذب جداً للفنون والرسم.
📍 لديه قدرة هائلة على فهم واستيعاب وحفظ الخرائط. (لا يضيع في الطرقات، وإن ضاع يستطيع أن يجد طريقه سريعاً).
📍 يفضل أن يرسم أو “يخربش” عندما يستمع إلى محاضرة أو درس.
📍 يفضل أن يُلون ملاحظاته أو يكتبها بألوان مختلفة.
المتعلم السمعي
ينجذب بشدة إلى الأصوات ولديه أُذن سمّاعة للألحان. فإذا كان في وسط ديني تجده يتقن أحكام التجويد ولديه القدرة على حفظ القرآن الكريم سريعاً. وإذا كان في وسط لا يمانع الموسيقى تجده يتقن العزف على الآلات الموسيقية وينجذب إليها كثيراً.
المتعلم السمعي مستمع جيد للغاية وفي الغالب متكلم جيد كذلك، ولديه ملكة لغوية قوية ويستطيع أن يتبع الإرشادات الشفوية بسهولة.
صفات المتعلم السمعي:
📍 يتحدث جهراً ليتذكر ويراجع معلوماته
📍 يحتاج لمن يشرح له المعلومة شفوياً.
📍 عندما يحاول تعلم شيء جديد يتكلم مع نفسه
📍 يحب النقاشات و العمل في مجموعات.
📍 قد يبدو غير منتبه لك وأنت تتحدث، ولكنه في الواقع لديه مهارات سمعية متفوقة عن المتعلم البصري.
📍 يسأل الكثير من الأسئلة قبل البدء في أي مشروع أو نشاط.
نمط التعلم الحركي أو الحسي:
المتعلم الحركي يتعلم بالحركة المستمرة وباستعمال معظم حواسه. في الغالب المتعلم الحركي يكون عنده شغف بممارسة الرياضة ولديه قدرات جسدية تفوق أقرانه، وفي طفولته يسبق أقرانه في نموه الجسدي فيتعلم الجلوس قبلهم، وكذلك يتعلم الزحف والمشي في سن مبكرة.
في النظام التعليمي التقليدي، المتعلم الحركي يُصنف بأن عنده فرط في الحركة و “مزعج” ويُسبب المشاكل للمُدرسة في الفصل. أما في الواقع فهو طفل طبيعي جداً لا يستطيع أن يتعلم إلا بالحركة والتطبيق العملي والتمثيل الفعلي لكل ما يتعلمه.
صفات المتعلم الحركي أو الحسي:
📍 يحب الرياضة والألعاب التي بها الكثير من الحركة، و “مادة الرياضة” هي مادته المفضلة إذا كانت من مقررات مدرسته.
📍 يحب أن يلمس كل شيء، ويستعمل حواسه في تلقي المعلومات.
📍 لديه حذاقة في التنسيق بين العين واليدين والدماغ (Eye-hand-brain coordination).
📍 يستعمل لغة الجسد في التعبير عن نفسه.
📍 يحب أن يتحرك عندما يستمع أو يتكلم، ولا يستطيع الجلوس بهدوء.
📍 يتذكر الأحداث بـ “من فعل هذا” بدلاً من “من قال هذا”.
ماهو نمط التعلم القرائي/ الكتابي؟
نمط التعلم القرائي / الكتابي. والذي لا يُكتشف إلا بعد أن يتمكن الطفل من القراءة والكتابة. هذا النمط هو عبارة عن خليط من الأنماط الثلاثة الرئيسية، وكأنه يجمعها لمن لديه أكثر من نمط تعلم واحد. فالكتابة هي نمط تعلم حركي وبصري، والقراءة يمكن أن تندرج تحت النمط السمعي والبصري.
الأطفال كلما تقدموا في العمر، كلما أتقنوا مهارات أخرى تساعدهم في تلقي المعلومات، ولكن يبقى هناك دائماً نمط تعلم واحد مهيمن يستمر معهم مدى الحياة.